سمات الشخصية المعادية للمجتمع : شخصية النزيل العائد نموذجا
الدكتور محمد التومي – كلية الآداب والعلوم الانسانية عين الشق
المجلة المغربية لعلم النفس RMPSY.COM
تاريخ النشر: 02/09/2022
تقديم : أصبح من اللافت للمتتبع لتطور الجريمة، بمتخلف تصنيفاتها الارتفاع المهول للجريمة داخل عدد من الدول ومن بينها المغرب فحسب آخر الإحصائيات المتحصل عليها ، نجد أن مصالح الأمن الوطني عالجت في سنة 2020 ما مجموعه 851.و343 قضية زجرية. في مقابل ساكنة تقدر ب36 مليون لنحصل على نتيجة صادمة وهي انه داخل كل ألف نسمة جد 24 فرد قام بفعل منحرف يعاقب عليه بعقوبة سالبة للحرية. من هي الشخصية المعادية للمجتمع؟
اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يبدأ في الظهور منذ سن 13 وحسب الدليل الإحصائي والتشخيصي للأمراض النفسية والعقلية في نسختيها 4و5 . هذا الاضطراب يصيب 3% من الذكور و1 % من الإناث . يلبس هذا الاضطراب عدة أنماط سلوكية من المراوغة ،والخداع، واستغلال الآخرين ويصل في مداه إلى الاعتداء الجسدي إلى الاغتصاب والقتل. الشخصية المعادية للمجتمع، هي شخصية لا تحترم قيم وقواعد وقوانين ومعايير وأعراف المجتمع، بل إنه يتبنى قيما هدامة للمجتمع. من خلال تبني سلوك اللامبالاة والا مسؤولية ، مصحوبة بشراسة عدوانية غير مبررة . أي أن هجومها على الضحية لا يتوافق مع سلوك الضحية . لذلك تعتبر أن الشخصية المعادية ، تعاني برودا عاطفيا، بالإضافة إلى ألا تسامح مع الضحية رغم ضعفها. إضافة إلى ما سبق ذكره الشخصية المعادية للمجتمع. تعاني من مشكل آخر يتمثل في أنها لا تستفيد من إخفاقاتها، رغما معاقبتها بعقوبات سالبة للحرية . بل أن هذه الشخصية العادية للمجتمع تسقط إحباطاتها وسقطاتها في لوم الضحية.