اللغة والتحليل النفسي عند جاك لاكان

اللغة والتحليل النفسي عند جاك لاكان

الأستاذ الدكتور المصطفى حدية

جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية – أبو ظبي

إن الحديث، عن التحليل النفسي عند جاك لاكان(1901-1981)Jacques Lacan وخصوصا عن مميزاته ومكوناته النظرية والمنهجية يجرنا حتما إلى معايشة الإشكالات والطروحات التي تتجاذب اهتمام مختلف الباحثين اليوم في العلوم الإنسانية. ففي الاتجاه اللكاني تتعايش النظريات اللسانية والأنثربولوجية والفلسفية وبطبيعة الحال النظريات النفسية بمختلف تياراتها. فمحور اهتمامه أو شعاره الأساسي يتركز على الدعوة المستمرة للعودة إلى فرويد، كما فعل ألتوسير مع ماركس، دعوة تهدف إلى تصحيح ما أخطأ فيه تلامذة فرويد من إغلاق باب الاهتمام باللاشعور بعد أن كان قد فتح مجال البحث فيه بشكل كبير، فهو يعني هنا بالأساس التيار التحليل نفسي psychanalytique الذي تتزعمه أنا فرويد Anna-Freud في الولايات المتحدة والذي يجعل من التحليل النفسي مجرد سيكولوجيا تكيفية – واقعية، تركز على الأنا Le moi باعتباره الجانب النفسي الذي يجب تقويته عند الفرد كي يتوافق مع المجتمع. فهذه الدعوة التصحيحية تنطلق من تطبيق النموذج اللساني على معطيات التحليل النفسي، أو بعبارة أخرى، إن هذه الدعوة تعتبر بمثابة قراءة جديدة لنظريات فرويد على ضوء اللسانية البنيوية، ولا غرابة إذن فيما إذا رأيناه يقول: “اللاشعور يتكون كلغة ويظهر في ظواهر اللغة”.

فلفهم هذا الاستعمال اللكاني للسانيات البنيوية في دراسة الحياة النفسية سنحاول في هذه الدراسة التعرض أولا للتصور اللساني للغة وكيفية استفادة لاكان منها، وثانيا سنحاول الوقوف على التصور الخاص لسيرورة النمو النفسي والاجتماعي للفرد من خلال اللغة والرمزية الثقافية.

تحميل المقال كاملا