مجتمع المعرفة: المفهوم والدلالة
د. المصطفى حدية، أستاذ علم النفس الاجتماعي – جامعة محمد الخامس ، الرباط
أكد تقرير منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلوم و الثقافة (اليونيسكو) الصادر في سنة 2005 بعنوان (من مجتمع المعلومات إلى مجتمع المعرفة) على أنه (لا يمكن اختزال مجتمعات المعرفة إلى مجتمعات المعلومات). بالفعل، نؤكد أنه يلزم التمييز بين المفهومين، فمجتمع المعرفة لا يكفي تعريفه فقط بتوافر المعلومات و تدفقها، و لا بكثرة الشبكات التواصلية والتجهيزات الالكترونية في مختلف المؤسسات و المنظمات المجتمعية، بل إن مجتمع المعرفة يعتبر بنية، لها هيكليتها الخاصة بمكوناتها و عناصرها المتكاملة من تجهيزات و آليات مادية، و إنسان يتمتع بسمات خاصة نتيجة تعليم يلبي متطلبات مجتمع المعرفة، إنسان مبتكر و مبدع بما تعلمه من مهارات التفكير المنتج و الناقد في ظل التمتع بحرية التفكير و إبداء الرأي و الاستقلالية و حقوق الإنسان من ديمقراطية و مسؤولية فردية ،الخ.
مجتمع المعرفة يرتكز على المعلومات و المعرفة التي ينتجها هذا الإنسان المبادر و المبتكر و المبدع في جميع حقول التنمية المجتمعية. إنه مجتمع دائم التغير و التجدد بفعل التفكير المتواصل و الابتكار و الإبداع المتجدد بناء على المستجدات الإلكترونية و التطبيقات التقنية لما يفرزه البحث العلمي من نتائج علمية و اكتشافات متجددة باستمرار في جميع المجالات الإنتاجية و الصناعية و الفنية و الفلسفية. إن مجتمع المعرفة باختصار هو مجتمع العولمة يفكر و يبدع و يتخيل و يطبق ما أنتجه علميا في مجال السلع و التسويق. من الصعب أن تفرز مثل هذه المجتمعات القائمة على المعرفة و اقتصاد المعرفة جيوشا من العاطلين كما هو الشأن في المجتمعات التي تعاني من سلبيات عدم ولوج مجتمع المعرفة الحقيقي كبنية لها محدداتها و مكوناتها الخاصة بالمقارنة مع المجتمعات الصناعية و الزراعية السابقة.
يتأكد من خلال وسائل الإعلام و أدبيات و تقارير منظمات مختلفة أن مجتمع المعرفة هو ذلك المجتمع الذي يوجد المعرفة و ينشرها من أجل تنمية نوعية تشمل جميع القطاعات و المجالات المجتمعية. بالإضافة إلى هذا، فمجتمع المعرفة، يوفر البيئة المناسبة للإبداع الفكري و الثقافي، على اعتبار أن المعرفة تصبح ملكا للجميع و في متناول الجميع بفضل ما توفره الشبكة من تواصل بين الفرد و باقي الأفراد محليا و دوليا. فالإنسان في مجتمع المعرفة يتمتع من خلال ما توفره المواقع المختلفة والمتخصصة في مختلف أصناف المعرفة وما تنشره وتضعه رهن إشارة كافة الباحثين عن المعلومة. فالمعرفة لم تبق حكرا على أحد مما ساهم بشكل إيجابي في دمقرطة المعرفة و الاستفادة منها. في مجتمع المعرفة يشترك الجمهور، و عامة الناس في اتخاذ القرارات، وفي إبداء الرأي في مختلف مكونات السياسة العمومية، وفي اقتراح البدائل بالنقد و المعارضة، غالبا فالإنسان في مجتمع المعرفة باعتباره فاعلا نشطا في جميع المجالات يساهم بذلك في تعميق مفاهيم المساواة والعدالة و الحرية الفكرية و الثقافية و السياسية .
بناء عليه، فمجتمعات الغد ستكون بهذا مجتمعات المعرفة، تنتشر فيها أسواق المعرفة و التنافسية من أجلها، تعكسه في غالب الأحيان ما قد نسميه “حروب المعرفة ” بين المختبرات و المراكز و الجامعات و المنظمات الفاعلة في مجال البحث العلمي و التكنولوجي، فالقوي و الغني من المجتمعات المعرفية هو من يحتل مكان السبق و الصدارة في اكتشاف المعرفة و استثمارها تكنولوجيا، ” الفقير معرفيا ” هو ذلك التابع، الذي لم يفلح في وضع الركائز الأساسية لبنية وهيكل مجتمع المعرفة، إن ” الفكر الجديد ” في مجتمع المعرفة وحروب اليوم و الغد هي حروب من أجل حقوق براءة الاختراع والابتكار، واقتصاد الغد و اليوم هو اقتصاد المعرفة. إنها مجتمعات الوفرة في المعلومات، و سرعة الاتصال و الكونية في المصادر و تبادل المعطيات حول كل المواضيع؛ مجتمعات النجاعة و المردودية و الفاعلية التي تقوم على إنسان فاعل و ناجع و مؤهل. تؤكد عدة تقارير حول مسألة ولوج مجتمع المعرفة، كمجتمع جديد و متجدد، أن المجتمعات الفقيرة بإمكانها أن تحقق القفزة النوعية، إذا توفرت الإرادة الحقيقية مع تضافر عدة مكونات، كالأسرة و المدرسة و الجامعة و الصناعة و الزراعة و غيرها. فمجتمع المعرفة هو في رأينا مجتمع الثورة الرقمية بامتياز، مما يجعلها تشكل أساس التنمية في جميع المجالات المجتمعية، كمجتمع يتسم أفراده بالانجاز و الفعل، و ليس الارتكاز إلى مجرد الاستهلاك التفاخري المبني على التباهي و حب الظهور في مجتمع الفقر المعرفي.
أظهرت النتائج أن نسبة استخدام الانترنت لدى المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين (24-12) سنة، بلغت (%88) في الولايات المتحدة الأمريكية و(%100) في بريطانيا ، و (%95) في كندا. كما أن معدل أعداد مستخدمي الانترنت في تزايد مستمر خاصة في الدول النامية ومنها الدول العربية . (د محمد أحمد شاهين)
وحسب التقرير الذي أعدته lpsos العالمية لأبحاث السوق و المتواجدة في العاصمة الفرنسية باريس ، تؤكد الإحصائيات العالمية لعدد مستخدمي الانترنت في كل بلد على حدة ، إن مستخدمي الانترنت في المغرب وصل إلى 16.477.721 مليون بحلول يونيو 2012، لكن شركة Ipsos خصت هذه الإحصائية بالفئات العمرية التي يتراوح عمرها من 15 سنة إلى ما فوق ، و أكدت أن عدد المستخدمين للانترنت في هذا البلد العربي يصل الى 10 ملايين من المستخدمين. يمكن أن نقول عنهم أنهم يتوفرون على السن القانونية للولوج إلى شبكة الانترنت دون الحاجة إلى رقابة عائلية.(أمناي أفشكو)
إن مجتمع المعرفة اليوم حقيقة يعتمد كما يصف بيل جيتس على درجة كبيرة من التعقيد التكنولوجي الذي يتطور باستمرار و بشكل متجدد، “و الآن و قد أصبحت هذه الكمبيوترات موصلة بعضها ببعض، و أصبحنا نصنع البرامج – أو التعليمات التي تخبر المكونات المادية للكمبيوتر بما تفعله- فسوف يساعد ذلك الأفراد على أن يجنوا مزايا و فوائد هذه القوة الاتصالية المتصلة الوحدات. و الواقع أنه من المستحيل أن نتنبأ كيف ستكون على وجه التحديد الصورة التي سيكون عليها استخدام “الشبكة”، فسوف نتصل بها من خلال مجموعة متنوعة من الأدوات و الأجهزة بعضها سيكون أشبه بأجهزة التلفزيون و بعضها يشبه الكمبيوتر الشخصي كما نعرفه اليوم، و بعضها سيشبه الهواتف من حيث الحجم و أيضا من حيث الشكل إلى حد ما محفظة الجيب، و في موقع القلب من كل منها سيكون هناك كمبيوتر عالي الكفاءة متصل على نحو غير مرئي بملايين الكمبيوترات الأخرى. “
بالفعل لقد جاء اليوم الذي كما يؤكد بيل جيتس يصبح بإمكان المرء أن يدير أعماله و يدرس، و يستكشف العالم و ثقافاته، و يستدعي على شاشة جهازه أي حفل أو عرض مسرحي كبير، و يكسب أصدقاء جددا و يشهد ما تعرضه أسواق المناطق المجاورة، و يعرض الصور على أقاربه المقيمين في أماكن نائية… دون أن يترك مكتبه أو كرسيه. إن هذا الواقع الجديد عنوان حياة جديدة قوامها الوسائط.
إن التكنولوجيا الحديثة المتمثلة في الأدوات المعلوماتية قد حققت تقدما إنسانيا هائلا بما أتاحته من تشريع للإنجاز و العمل و ما وفرته من جهد بدني شاق و من تضخيم للقدرات البدنية و العقلية للإنسان. فالأدوات المعلوماتية تمثل وسائط رمزية تضخم ذكاء مستخدميها بدلا من عضلاتهم. لقد أصبح قسط كبير من العمل يستلزم الآن صنع القرار و المعرفة، و من تم أصبحت الأدوات المعلوماتية – و ستظل كذلك بصورة متزايدة – ركيزة الاهتمام الرئيسية بالنسبة للمخترعين. و يتوافر في العالم اليوم عدد كبير من الكمبيوترات يقدر بالملايين مهمتها معالجة المعلومات و تخزينها و تبادلها و إتاحتها للاستعمال في مختلف الأوقات و الأماكن (بيل جيتس : ص: 18) على اعتبار أن أحد أبرز أوجه تكنولوجيا الاتصالات الجديدة هذه إنما يتمثل في أنها تلغي المسافة، فلن يهم – يقول بيل جيتس ص: 19 – في شيء مما إذا كان الشخص الذي نتصل به موجود في الغرفة المجاورة أو في قارة أخرى، لأن هذه الشبكة ذات الطابع الوسائطي عالي الكفاءة لن تتقيد بالأميال أو بالكيلومترات.
و بناءا عليه، فإن سوق المعلومات الكونية ستكون هائلة، و ستجمع كل الطرق المختلفة – يضيف بيل جيتس – التي يتم بها تبادل السلع و الخدمات و الأفكار الإنسانية. و على الصعيد العلمي، سيوفر لك ذلك خيارات أوسع فيم يتعلق بأغلب الأشياء، بما في ذلك كيف تكسب دخلا و كيف تستثمر، و ماذا تشتري و كيف تدفع ثمنا له، و من هم أصدقاؤك و كيف تمضي وقتك معهم، و أين و كيف تعيش أنت و أسرتك بصورة آمنة. و سوف تغير مكان عملك، و كذلك فكرتك عما يعنيه أن يكون المرء “متعلما” على نحو يفوق كل تصور… و باختصار يمكن القول إن كل شيء سيتم فعله بطريقة مختلفة. والواقع أنني لا أطيق انتظار أن يحدث ذلك غدا، و أبذل ما بوسعي للتعجيل بحدوثه.
إن الإنسانية اقتحمت عالما جديدا بفضل الآثار القوية و العميقة للأدوات المعلوماتية، و التي أصبحت و بمرور الوقت تحتل مكانا خاصا في الحياة اليومية، ليست فقط لكونها تقدم وسيلة مريحة و مفيدة و موفرة للجهد، بل لأنها تدفع الإنسان إلى آفاق إبداعية جديدة.
لقد غيرت الكمبيوترات الشخصية بالفعل عاداتنا في العمل، لقد أصبح بالإمكان الاتصال بأي شخص في أي مكان يريد أن يكون على اتصال بك و أن تستعرض أو تتصفح الكتب في أي من ألوف المكتبات ليلا أو نهارا.
إن ما يميز هذا العصر فعلا هو ما أطلق عليه من تعبير “عصر المعلومات” سيرا على ما سمي من قبل ب “عصر الحديد” و “عصر البرونز” كفترات من التاريخ سميت باسم المواد الجديدة التي اعتاد البشر أن يصنعوا منها أدواتهم و أسلحتهم. فما يميز هذه الفترة من التاريخ هو الوسائل و الأساليب الجديدة تماما التي يمكن بها تغيير المعلومات و معالجتها، و السرعات المتزايدة التي يتم بها التعامل معها و استخدامها.
وسوف تحدث قدرات الكمبيوتر، فيما يتعلق بتوفير معالجة و نقل رخيص التكلفة عاليي السرعة للبيانات الرقمية تغييرات جذرية في أدوات الاتصال التقليدية في المنازل و المكاتب (بيل جيتس: ص: 43). إنها بتعبير آخر ثورة المعلومات التي ما تزال بالنسبة لنا في بدايتها، و ستنخفض تكلفة الاتصالات بالقدر نفسه من التسارع الذي انخفضت به أسعار أجهزة الكمبيوتر. فمعلومات المستقبل في مجملها ستكون رقمية، لقد أصبح هناك بالفعل مكتبات كاملة مطبوعة يتم مسحها و تخزينها كبيانات إلكترونية على أقراص أو على أقراص مدمجة ، و نفس الشيء يمكن قوله فيما يخص الصحف و المجلات التي يتم الآن نشرها في شكل الكتروني (بيل جيتس ص:43).
و توفر الانترنيت علاوة على البريد الالكتروني و تبادل الملفات، تصفح قواعد البيانات عبر شبكة “Web” و الذي يعد أحد أكثر تطبيقاتها شعبية. و يشير تعبير “النسيج عالمي الانتشار” World Wide Web (و تختصر إلى web أو WWW) إلى تلك المجموعة من “الخوادم” المتصلة بالانترنيت، و التي توفر صفحات جرافيكية من المعلومات … هذا ويبدو أن مفهوم النشر قد تغير تبعا للسهولة التي ينشر بها الأفراد أو الشركات بناء على ما أصبح يتمتع به أي ناشر من حرية و قدرة على الابتعاد عن كل ما هو حاجز ذو طبيعة سياسية أو دينية أو غيرها. لقد رسخت الانترنيت دون مساعدة من أي طرف نفسها كموقع لنشر المحتوى. و هي تملك ما يكفي المستخدمين لكي تفيد من دورة التغذية المرتدة، فكلما زاد عدد مشتركيها، زاد المحتوى الذي تتضمنه و كلما زاد المحتوى الذي تتضمنه كلما زاد عدد المشتركين المنضمين إليها(بيل جيتس: ص: 157).
لقد تمثلت الفائدة الكبرى لثورة الكمبيوتر الشخصي في الطريقة التي فعل بها القدرات البشرية. و سوف تؤدي اتصالات طريق المعلومات السريع (الشبكة) رخيصة التكلفة إلى تفعيل هذه القدرات بصورة أعمق و أبعد أثرا. ولن يكون الأفراد ذوو الاهتمامات التكنولوجية هم المستفيدين وحدهم فمع تزايد عدد الكمبيوترات الموصلة بالشبكات عالية النطاق الترددي، وتوفير منصات البرمجيات الأساس اللازم لتطبيقات عظيمة، ستصبح الفرصة متاحة لكل فرد للوصول لأغلب معلومات عالمنا (بيل جيتس: ص: 183) و الواقع أننا نشهد شيئا تاريخيا يحدث ولسوف يؤثر في العالم تأثيرا زلزاليا، ليبهرنا على النحو نفسه الذي هزنا به اكتشاف المنهج العلمي، و اختراع الطباعة، وقدوم العصر الصناعي.(بيل جيتس: ص:432) إننا بالفعل أمام ثورة تكنولوجية تنم عن بزوغ حياة جديدة في عصر جديد “العصر الرقمي” فيه سوف تتغير إلى الأبد الطريقة التي بها نعمل، و نتعلم، و نشتري، ويتصل بها كل منا بالآخر.
في هذا السياق يكتب مؤسس ميكروسوفت قائلا إن الثورة في مجال الاتصالات قد بدأت لتوها. وسوف تستغرق تطوراتها عدة عقود قادمة ، و ستدفعها إلى الأمام “التطبيقات” الجديدة، أي الأدوات الجديدة التي ستلبي غالبا حاجات غير متنبأ بها حاليا… و إنه لجوهري للغاية أن تشارك مجموعة واسعة من الناس – وليس مجرد التكنولوجيين أو من يتفق أن يكونوا موجودين داخل صناعة الكمبيوتر – في النقاش المتعلق بالكيفية التي يتم بها تشكيل تلك التكنولوجيا. فإذا ما أمكن تحقيق ذلك فإن الطريق السريع للمعلومات سيخدم الأهداف التي يرغب المستخدمون في تحقيقها. وعندها سيكسب قبولا واسعا ويصبح واقعا معاشا.
لقد أصبح اليوم الكمبيوتر موجودا و فاعل الحضور في مكاتبنا و منازلنا. و لقد انكمشت أجهزة الكمبيوتر في الحجم وتنامت في القوة، في الوقت الذي انخفضت فيه أسعارها انخفاضا هائلا. وحدث ذلك كله بسرعة كبيرة ربما لم يكن بمعدل السرعة التي تخيلتها يوما لكنها تظل مع ذلك سرعة غير عادية(بيل جيتس: ص: 15).
فالاهتمام بمنظومة أو دورة اكتساب المعرفة بما يمثله من وصول إلى مصادر المعرفة و استيعابها و توظيفها و توليد معرفة جديدة، شكل اليوم جزءا لا ينفصل من وعي و استراتيجيات البلدان التي تتطلع إلى التقدم و النماء. فالتنمية الآن تقوم على المعرفة في إطار مجتمع المعرفة. لذا فالمسؤولية الكبرى في ذلك تقع على عاتق مؤسسات فعالة و مختصة في مجال الإعداد المعلوماتي، تلعب دورا محوريا في إرساء قواعد مجتمع المعرفة.
خلاصة:
حسب تقارير منظمة اليونسكو، مجتمع المعرفة هو المجتمع الذي لديه قدرات على إنتاج المعلومات و معالجتها و نقلها و استخدامها من أجل التنمية الإنسانية، والمزج بين العوامل التكنولوجية و العوامل البشرية والفكرية سواء على المستوى الفردي أو على المستوى الاجتماعي.
إن مجتمع المعرفة هو ذلك المجتمع الذي يحسن استعمال المعرفة في تسيير أموره وفي اتخاذ القرارات السليمة و الرشيدة و كذلك هو المجتمع الذي ينتج المعلومة لمعرفة خلفيات وأبعاد الأمور بمختلف أنواعها. و قد أفضت الثورة المعرفية إلى مجتمع المعرفة الذي أصبح يعتمد أساسا على المعارف كثروة أساسية، أي على خبرة الموارد البشرية و كفاءتها و معارفها و مهاراتها كأساس للتنمية الإنسانية الشاملة.
يعرف مجتمع المعرفة إذن بأنه المجتمع الذي يقوم على نشر المعرفة وإنتاجها وتوظيفها بكفاءة في جميع مجالات النشاط المجتمعي، بحيث أصبحت المعرفة بصورة متزايدة محركا قويا للتحولات الاقتصادية والاجتماعية . يعتبر مفهوم مجتمع المعرفة أكثر مطابقة للتحولات الجارية في عالم يشكل البعد التقاني فيه البعد الأساسي، كما يشكل الاقتصاد الجديد وشبكات الاتصال المظهرين المركزيين لبنيته العامة .في مجتمع المعرفة ، قيم وممارسات الإبداع والابتكار تلعب دورا مهما في مساءلة النماذج المعرفية السائدة في اتجاه الاستجابة للحاجيات المتجددة لهذه المجتمعات.
شاعت مفاهيم كثيرة لوصف التحولات الهائلة التي يعيشها عصرنا اليوم “مجتمع المعلوماتية” و”مجتمع الشبكات” و”مجتمع المعرفة”و “اقتصاد المعرفة” الخ. والبعض يستعمل هذه المصطلحات تبادليا .