اتجاهات الطفل نحو الحجر الصحي: الإيجابيات والسلبيات والمتطلبات
الدكتور عبد الله أبو أيــاد العلوي
أستاذ التعليم العالي مؤهل
المعهد الملكي لتكوين أطر الشباب والرياضة
مقدمة
تحاول هذه المقالة تسليط الضوء على اتجاهات الأطفال نحو الحجر الصحي، مع اجتياح وباء كوفيد 19 و ما رافقه من اجتياح كذلك لمجموعة من الظواهر والأزمات، من خلال دراسة أجريت على عينة من الأطفال تتراوح أعمارها بين 10 و 15 سنة، شكلت بالنسبة لها مرحلة الحجر الصحي حدثا استثنــائيـا، جعلتها كما جعلت كافة فئات المجتمع، تتخذ من الهواتف الذكية والحواسيب ملاذا لتصريف الزمن الطبيعي الآمن، وهو ما ساهم في بروز قوة وهيمنة الثقافة الإلكترونية التي اثثت لثورة سريعة الانتشار في تطور الاتصالات وشبكة الانترنت، حيث انتشرت في كافة أرجاء العالم، لتربط أجزاءه المترامية بفضائها الواسع، ولتلغي الشبكة العنكبوتية حدود الزمان والمكان الفاصلة بين الأشخاص، بتقريب المسافات والأمكنة.
وبالنظر إلى صعوبة التواصل الحضوري المباشر مع الفئات المستهدفة من البحث أخذا بعين الاعتبار الظاهرة المرصودة وما تقتضيه ضوابط الحجر الصحي من التزامات وإكراهات، تعمدنا في هذا البحث استخدام وسائل التواصل الاجتماعي “واتساب” و”فايسبوك” للتواصل مع أكبر عدد ممكن من الفئات المستهدفة، الشيء الذي ساهم في تجميع معطيــات ومعلومات نعتبرها مفيدة في تدبير أزمات كالتي أرخت بظلالها على بلادنا وخلفت أثارا نفسية اجتماعية واقتصادية بليغة.
ولعل السؤال المركزي الذي انطلقت منه الدراسة هو: ما هو واقع الحياة النفسية والاجتماعية للطفل في ظل الحجر الصحي وهل هناك من مكتسبــات يمكن رصدها من خلاله أم أن هذا الحجر لا يحمل سوى السلبيــات والأزمات والمشاكل؟ ماهي أهم الاقتراحات والتوقعات الكفيلة بتحقيق حجر صحي آمن لفئة عمرية هشة كفئة الأطفال وقادرة على تجاوز ظروفه الصعبة؟