الآثار النفسية والاجتماعية لجائحة كوفيد-19 في ضوء بعض الدراسات السيكولوجية

الآثار النفسية والاجتماعية لجائحة كوفيد-19 في ضوء بعض الدراسات السيكولوجية 

عبد الحميد حلتوت – طالب بسلك الدكتوراه

تخصص  علم النفس – كلية الآداب و العلوم الانسانية

جامعة محمد الخامس – الرباط

مقال منشور في المجلة المغربية لعلم النفس بتاريخ 22 – 06 – 2021

ربما يمر العالم بأهم منعطف في هذه الألفية بظهور وانتشار متلازمة تنفسية حادة وخطيرة هي فيروس كورونا أو ما يسمى بكوفيد-19. أودى هذا الوباء بحياة الآلاف من الضحايا في كل بقاع العالم، كما خلف آثارا اقتصادية كارثية تضرر منها الأفراد والجماعات والدول. كما أوضحت دراسات حديثة وجود ثمة عواقب نفسية واجتماعية نتيجة هذه الجائحة العالمية. في هذا المقال، سوف تقوم بسرد لبعض من هذه الدراسات العلمية السيكولوجية التي حاولت مقاربة جائحة كورونا خصوصا من ناحية تأثيرها على الصحة النفسية.

مقدمة:

خلف فيروس كورونا تحولات لا حصر لها داخل المجتمع، وذلك على مختلف الأصعدة. عدم الإلمام بهذه الظاهرة الوبائية ساهم في زيادة الغموض وحالات الشك حول تهديد لا يعلم الناس كيف يتطور ومتى ينتهي. أصاب الخوف الناس، أصبحوا خائفين على صحتهم وصحة أحبائهم. اضطر الناس إلى تعديل سلوكهم، وخفض إيقاع أنشطتهم اليومية، والتقيد بإجراءات احترازية صارمة، وذلك في محاولة للتصدي للجائحة. اضطر الكثير من الناس إلى تعليق عملهم، واضطر التلاميذ إلى البقاء في المنزل. فرض الابتعاد عن المواقف الاجتماعية نفسه على حياتنا، فتراوحت أيامنا بين حجر صحي في أسوأ الحالات وبين تباعد اجتماعي في أحسن الظروف. هذه الإجراءات الاحترازية كانت سيفا ذا حدين، لأنها وإن بدت إيجابية نوعا ما على المستوى الصحي الوقائي، إلا أنها أثرت سلبا على مستويات أخرى. ثمة آثار نفسية واجتماعية جدية لاحت في الأفق، واستدعت تدخلا عاجلا لعلم النفس.

 

فرضت الجائحة وما رافقها من ظواهر تحركا علميا سريعا. كانت هناك حاجة إلى جمع بيانات البحث العلمي لتطوير استراتيجيات قائمة على الأدلة وذلك لتقليل الآثار النفسية المحتملة للوباء. كان علم النفس سباقا في هذا المجال. تم القيام بعدة دراسات سيكولوجية حاولت تفسير “الوضع الطبيعي الجديد” وما صاحبه من إحساس واضح بالخروج عن السيطرة الكاملة على حياتنا، وما رافقه من زيادة في بعض الاضطرابات النفسية. كان لزاما على علم النفس أن يقوم بدوره في دراسة هذه الظاهرة الوبائية من ناحية تأثيرها على السلوك الإنساني وعلى الصحة النفسية للإنسان. وبالفعل، فإن الأبحاث الأمبريقية في علم النفس حول الكوفيد لم تتأخر.

تحميل المقال كاملا من هنا